بداية غير مطمئنة، اقرار بالفشل في قمة القادة ،كوب(30 )مدينة بيليم/ البرازيل


الاثنين 10 نوفمبر 2025
بداية غير مطمئنة، اقرار بالفشل في قمة القادة ،كوب(30 )مدينة بيليم/ البرازيل

اخلاص نمر

ممثلة الشبكة العربية للصحافة العلمية بالسودان 

 

اقر القادة المشاركون في مؤتمرالمناخ في بيليم (كوب 30 ) بفشل العالم في الحد من ظاهرة احترار المناخ ،جاء ذلك قبيل الانعقاد الرسمي لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ،والذي ستبدأ فعالياته غدا العاشر من نوفمبر الجاري في مدينة بيليم التي تقع في الجزء الشرقي من حوض الأمازون،وقال الامين العام للامم المتحدة،انطونيو غويتريش أمام قادة العالم الاول من أمس( أن عقودا من المماطلة والتجاهل ،ادت لفشل البقاء تحت مستوى درجة حرارة 1.5،مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية). الرئيس البرازيلي الذي يستضيف الكوب في مدينة بيليم ،انتقد في كلمته ماوصفهم ب (القوى المتطرفة)التي تروج لاخبار مضللة لأهداف انتخابية،وتساهم في تدهور البيئة ،بينما أوضح الرئيس الايرلندي مايكل مارتن أن هناك قادة أقل مستعدون للتحدث بصراحة،اما الرئيس ايمانويل ماكرون دعا إلى اختيار العلم بدلا من الأيديولوجيا).

 

ملوث …

غابت عن المشاركة في قمة القادة ،ثاني اكبر ملوث في العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية، التي تعرض رئيسها لانتقاد حاد من زعماء كولومبيا وتشيلي بسبب حديث سابق له ،وصف فيه علم المناخ بأنه(خدعة).

وكان أن لبى نحو50 رئيس دولة وحكومة،دعوة الرئيس البرازيلي لزيارة بيليم تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 30،والذي تقبع على طاولته الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتكيف مع تغير المناخ، والتمويل المالي للدول النامية.

 

أكثر…

رجحت الأمم المتحدة( الخميس) أن يكون عام 2025من بين الاعوام الثلاثه الاكثر احترارا على الاطلاق،بارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة منوهة (أنه لايزال من الممكن عكس هذا الاتجاه)وقالت المنظمة العالمية للارصاد الجوية(الموجة المقلقه من درجات الحرارة الاستثنائية،استمرت في 2025،والذي يتوقع أن يكون العام الثاني أو الثالث الاكثر حرا على الاطلاق )واكدت الأمينة العامه لمنظمة الارصاد الجوية العالمية،البرفسور سيليستا ساولوعلى أهمية مؤتمر الأطراف كوب 30في التوصل إلى خطط فعالة للتصدي لتغير المناخ ،ومساعدة الدول الاكثر تضررا ،منوهة إلى أن 40%من الدول لاتزال بلا نظم فعالة متعددة الأخطار ،وطالبت القادة بالتحرك السريع ،فيما يخص التكيف والتمويل والتحذيرات المبكرة والمراقبة، وامنت ساولو على الحاجة إلى خطط عمل ،وضرورة توافق الدول على خطط ملموسة لمكافحة تغير المناخ ،مشيرة إلى الخطط التي تهدف إلى منع المزيد من الاحتباس الحراري العالمي.

وتشكل اتفاقية باريس للمناخ ، إطاراً عالمياً لمواجهة التغير المناخي، وتهدف إلى حصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين، والسعي لعدم تجاوز 1.5 درجة مئوية، تلتزم الدول من خلالها بتقديم مساهمات وطنية لخفض الانبعاثات وتعزيز قدراتها على التكيف مع آثار المناخ، مع مراجعة دورية كل خمس سنوات. كما تؤكد الاتفاقية على أهمية التمويل المناخي  والتكنولوجيا وبناء القدرات  ، لدعم الدول النامية، وتعتمد مبدأ المسؤولية المشتركة  وتحقيق العدالة المناخية والانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة.

ويأتي كوب 30بعد مرور عشر أعوام على اتفاق باريس للمناخ ،الذي تعهدت فيه الدول،بمحاولة الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5درجة مئوية.

 

 مبادرة …

أطلقت البرازيل مبادرة جديدة قبل انطلاق مؤتمر المتحدة للمناخ كوب 30في بيليم ،تهدف إلى حماية الغابات ووضعها في صميم العمل المناخي العالمي ،وذلك عبر إطلاق صندوق لحماية الغابات الاستوائية،ووصف الامين العام للامم المتحدة انطونيو غويتريش المبادرة قائلا(الغابات الاستوائية تبث الحياة في كوكبنا ،ومع ذلك لاتزال تتعرض لهجوم بلا هوادة،حيث تعامل على أنها ربح قصير الاجل ،لاقيمة طويلة الأجل ).

 بدأ التفكير في صندوق حماية الغابات، في كوب 28 الذي انعقد في مدينة دبي بالامارات العربيه المتحدة من العام 2023، وقد انضمت الان خمس دول إلى الصندوق وهي كولومبيا وغانا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية،واندونيسيا وماليزيا ،اما الدول المستثمرة في الصندوق فهي ألمانيا ،الامارات،فرنسا ،النرويج،المملكة المتحدة ومن المتوقع أن تساهم الحكومات المستثمرة بمبلغ 25مليار دولار سنويا ،وتوضح  البرازيل أن الصندوق يمكن أن يدرحوالي 4مليار دولار سنويا ، وسيقدم الصندوق  مكافآت جيدة للدول التي تنجح في وقف إزالة الغابات ، وهنا تبرز رغبة الرئيس البرازيلي في جعل الغابات محور الاهتمام، مايوضح اختياره لإقامة المؤتمر قرب غابات الامازون ،والذي وصفه ب (كوب الحقيقة)،ورغم ذلك تبرز عقبة التمويل ،هل يمكن تخطيها عاجلا؟ وتستقبل الدول النامية نصيبها من ذلك ؟؟.

في كوب 29 في مدينة باكو الجميلة ،كانت طاولات اللقاء  تضج بالتمويل كمحور أساسي.ونوه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش في أكتوبر 2025 إلى ضرورة تحرك العالم لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مواجهة تفاقم أزمة المناخ ،مؤكدا أن التقرير الصادر حول فجوة التمويل يمثل جرس (إنذارخطير).ويخلص التقرير إلى( أن التقدم المحرز في تمويل التكيف مع تغير المناخ، ليس بالسرعة المطلوبة لسد الفجوة الهائلة بين الاحتياجات والتدفقات،مايساهم في استمرارالتأخر في الخطط الخاصة بالتكيف وجهود التنفيذ).

الجدير بالذكر

أن كوب 30 سيناقش الحد من ارتفاع درجة الحرارة ،والتخفيف والتكيف مع تغير المناخ ،والانتقال للطاقة وإدارة الغابات والتنوع البيولوجي ،وتحويل أنظمة الزراعة والغذاء،تفعيل اسواق الكربون ،التمويل والتكنولوجيا وخطط العمل الوطنية والعدالة المناخية.