التشجير.. مستقبل لا ترند عابر


السبت 6 سبتمبر 2025
التشجير.. مستقبل لا ترند عابر

كتبت د.منال سخري - الجزائر

خبيرة في السياسات البيئية والتنمية المستدامة




أتذكر يومًا حين كتبت سلسلة عن مبادرات التشجير في الجزائر، حيث تواصلت مع أصحابها، من جمعيات محلية إلى مواطنين بسطاء أطلقوا جهودًا صغيرة داخل أحيائهم.
في تلك الفترة، تلقيت اتصالًا من أحد مسؤولي قناة خاصة بالجزائر...وقال:
"سنستضيف صاحب هذه المبادرة في برنامجنا."
وفعلًا تمّت الاستضافة.
لكن ما لم يُفهم آنذاك وإلى غاية كتابة هذه السطور، هو أن هذه الجهود لم تكن تبحث عن شهرة عابرة، بل عن صدى يتجاوز شاشة التلفاز.
كنتُ أرى بأمّ عيني معاناتهم اليومية:
كيف يسقون الأشجار في ظل ندرة المياه،
وكيف يحمون الشجيرات الصغيرة من التكسير والعبث،
وكيف يحاولون إقناع الناس بأن هذه الغرسات البسيطة هي غابة الغد وسند الأجيال القادمة.
أصحاب هذه المبادرات الذين تواصلت معهم لم يكن همّهم الأضواء ولا "الترند"، بل كان حلمهم أبسط بكثير: أن يصل صوتهم إلى مسؤول يجلس على بعد كيلومترات منهم، لكنه بعيد عن واقعهم وجهودهم في الميدان.
وهنا يبرز السؤال:
ألا يستحق هؤلاء إعلامًا نزيهًا وصادقًا، يرافق خطواتهم، يرصد التحديات، ويقترح الحلول، ويمنحهم الأمل... بدل أن يحوّلهم إلى مشهد عابر يُصفَّق لهم ليوم واحد، ثم يُتركوا وحدهم في المعركة.