مخاطر التلوث البلاستيكي على الحياة البحرية وصحة الإنسان


الاثنين 23 يونيو 2025
مخاطر التلوث البلاستيكي على الحياة البحرية وصحة الإنسان

د. شيرين البرادعي 

أستاذ مساعد فى هندسة المياه والهندسة البيئية
خبيره لدى مكتب الأمم المتحده لشئون الفضاء الخارجي
عضو المجلس العلمي الاستشاري بالشبكة العربية للصحافة العلمية

 

في يوم البيئة العالمي لهذا العام، يتصدر التلوث البلاستيكي المشهد كأحد أخطر المهددات البيئية المعاصرة. فالعالم ينتج أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك سنويًا، منها ما يقرب من نصف الكمية يُستخدم مرة واحدة فقط، ثم يُلقى في البيئة دون معالجة فعالة. مع غياب أنظمة تدوير كافية، تتسرب هذه النفايات إلى النظم البيئية، حيث تتحلل إلى جزيئات دقيقة (ميكروبلاستيك) وجدت بالفعل في مياه الشرب، والمأكولات البحرية، بل وحتى في دم الإنسان. التأثير لا يقتصر على الحياة البحرية فحسب، بل يمتد إلى صحة الإنسان وتغير المناخ، حيث يُشتق البلاستيك أساسًا من الوقود الأحفوري. في ظل هذا الواقع، يدعو العلماء وصانعو السياسات إلى تحول جذري نحو اقتصاد دائري يقلل الاعتماد على البلاستيك ويعزز من إعادة الاستخدام والتدوير. نحن بحاجة إلى تغيير حقيقي: تقليل الاستهلاك، إعادة الاستخدام، دعم البدائل المستدامة، وقول "لا" للبلاستيك أحادي الاستخدام. مستقبل كوكبنا مرهون بخياراتنا اليوم، فلنجعل بيئتنا أولوية، ولتكن أصواتنا أقوى من صمت النفايات.إن مواجهة هذا التحدي لم تعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة لضمان استدامة الحياة على كوكب يختنق بالبلاستيك.