بون، ألمانيا – الشبكة العربية للصحافة العلمية
في خطوة هامة لمستقبل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، تسلمت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية السابقة، مهامها رسميًا كأمينة تنفيذية جديدة للاتفاقية. يأتي هذا التسليم خلفًا للأمين التنفيذي المنتهية ولايته، إبراهيم ثياو، الذي قاد الاتفاقية منذ عام 2019. أقيمت مراسم التسليم في المقر الرئيسي للأمانة في بون، ألمانيا.
يأتي تعيين الدكتورة فؤاد، بخبرتها الواسعة التي تزيد عن 25 عامًا في قضايا المناخ والتنوع البيولوجي، ليعزز نهج الاتفاقية في التعامل مع التحديات البيئية المترابطة.
إرث من الإنجازات
خلال فترة قيادته التي امتدت لأربع سنوات، حقق إبراهيم ثياو، وهو مواطن موريتاني، تقدمًا كبيرًا في جهود الاتفاقية. ارتكز عمله على محورين أساسيين: حماية الإنسان والنظم البيئية من خلال إعادة إصلاح الأراضي المتدهورة. فقد أثبتت الاتفاقية تحت قيادته أن استعادة الأراضي ليست مجرد تحدٍ بيئي، بل هي حل متعدد الأبعاد يوفر فرصًا للنمو الاقتصادي، والأمن الغذائي، ومكافحة التغيرات المناخية.
وتجلت إنجازات الاتفاقية خلال هذه الفترة في عدة مبادرات رئيسية:
-
مشاريع كبرى: دعم جهود الدول في تنفيذ مشاريع طموحة لاستعادة الأراضي، مثل مبادرتي "السور الأخضر العظيم" في إفريقيا و"الشرق الأوسط الأخضر".
-
مواجهة الجفاف: إطلاق "التحالف الدولي لمكافحة الجفاف" في 2022 و"شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف" في 2024، مدعومةً بتأييد سياسي ومالي قوي.
-
تمكين المجتمعات: وضع المجتمعات المحلية، والمرأة، والشباب في صلب اهتمامات الاتفاقية، مع التركيز على حقوق المرأة في امتلاك الأراضي.
-
الشراكات: إطلاق مبادرة "الأعمال من أجل الأرض" لزيادة استثمارات القطاع الخاص في استعادة الأراضي، بعد أن كشفت دراسة عن مساهمته المحدودة سابقًا.
-
دعم علمي للسياسات: تعزيز دور العلم في صنع القرار، بهدف جعل سياسات الاتفاقية أكثر فعالية واستنادًا إلى الأدلة.
رؤية جديدة لمستقبل مستدام
في كلمة مؤثرة، أعرب إبراهيم ثياو عن فخره بتحويل نظرة العالم للأرض، من كونها مشكلة إلى حل قوي للتنمية المستدامة. وأكد ثياو: "شاهدت بنفسي كيف يمكن للأرض المتدهورة أن تعود لتنبض بالحياة، وأنا فخور بقيادة هذه الأمانة. أسلمها اليوم أكثر قوة وشمولية للدكتورة ياسمين فؤاد، التي ستقودها نحو مستقبل أفضل".
من جانبها، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، التي سبق لها قيادة مفاوضات المناخ والحلول القائمة على الطبيعة، التزامها بالبناء على إرث الاتفاقية. وقالت: "يشرفني تولي هذه المسؤولية. سأعمل على دعم الحلول المتكاملة التي تجمع بين قضايا الأرض والمناخ والتنوع البيولوجي. معًا، سنعمل على تعزيز شراكاتنا، وإعطاء صوت أقوى للمتضررين، واتخاذ خطوات جريئة لإحياء أراضينا وضمان مستقبل أفضل للجميع".
يُعد هذا التغيير القيادي خطوة مفصلية نحو تكثيف الجهود العالمية لمكافحة التصحر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أكثر مرونة في مواجهة التحديات البيئية.