خاص: الشبكة العربية للصحافة العلمية
مع مرور الأسبوع الأول من فعاليات قمة المناخ 29 التي تُعقد في العاصمة الاذرية باكو تلوح في الأفق آمال كبيرة لتحقيق تقدم حقيقي في مواجهة التحديات المناخية. بدأت فعاليات القمة من خلال حفل افتتاح رسمي، حيث تم تسليم رئاسة القمة 28 من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أذربيجان، تعبيراً عن أن الحدث يمثل محطة فارقة في جهود التعاون العالمي لمواجهة التغير المناخي.
وفي اليومين الثاني والثالث من القمة، انطلقت قمة قادة العالم، والتي شهدت تزامن عدد من المفاوضات والنقاشات واللقاءات الجانبية المهمة ، بالإضافة إلى اللقاءات والأحداث الجانبية. وقد شهدت القمة أيضًا أجنحة لمشاركين من دول ومؤسسات ومنظمات دولية عديدة، حيث كان للدول العربية، كالسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان والعراق، أجنحة خاصة كما كان لجامعة الدول العربية جناح خاص لعقد اللقاءات وورش العمل للهيئات المؤسسات التابعة للجامعة.
*محاور المفاوضات*
تركزت النقاشات والمفاوضات في القمة حول قضايا رئيسية، من أبرزها التمويل حيث ترى الدكتورة نعمة الله عبدالرحمن رئيس قسم البيئة بجريدة الاهرام بأن محور التمويل يعتبر من المعضلات التي لم تجد حلول منذ الاتفاقيات السابقة ومن الممكن حل هذه المعضلة إذا هناك نية جادة من قبل المتسببين بالاضرار في ايجاد حلول حقيقية تساعد الدول المتضررة .
فيما تقول الدكتورة سوسن العوضي عضو في الدائرة الرسمية للشباب في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بأن محور التمويل المناخي العادل يعتبر من أبرز المحاور التي تم النقاش عليها ، حيث تمت العديد من النقاشات وكذلك انسحاب بعض الدول الذي أدى إلى توتر في المفاوضات ، وتضيف العوضي بأن هذا العام يعتبر العام التاسع من تعهدات المانحين من اتفاقية باريس ويتوجب على المانحين الايفاء بهذه الوعود ، من زاوية آخرى وتصف سوسن بأن هناك تقدم نسبي في ملف التمويل حيث أصبح لدينا محاور متعددة كالاقتصاد الدائري وحلول التكنولوجيا والهيدروجين الأخضر وغيرها ممكن العمل عليها بدلاً أن كان مختصر على الحفاظ على الاراضي والتحول إلى الطاقة المتجددة ،
وتلاحظ إخلاص نمر صحفية وممثلة الشبكة العربية للصحافة العلمية بالسودان بأن الامين العام للامم المتحدة قد شدد منذ افتتاح قمة قادة العالم بكلمته "إما الدفع وإلا ستهلك البشرية" وترى أن هذه النسخة من قمة المناخ لا تختلف عن سابقاتها وتجد أن سقف التوقعات منخفض جداً
بينما يرى الدكتور عبدالرقيب العكوشي المدير الفني لوحدة المناخ بوزارة المياة والبيئة اليمنية أن التمويل المناخي يحتاج إلى عمل كبيروسيواجه الكثير من العراقيل ومن المتوقع أن يتم استكمال هذا الملف في العام القادم في البرازيل .
وفي محور التخفيف والمادة السادسة من اتفاقية باريس يقول عبدالرقيب بأنه تم قد تم إعداد مسودة المفاوضات لمختلف المحاور في مؤتمر الاطراف من قبل الجانب الفني وأصبح هناك مسودة رسمية ومن المتوقع أن تتحول إلى اللجان الوزارية خلال الأسبوع القادم
ويضيف العكوشي أن مع استكمال مسودة مخرجات القمة في مختلف المحاور أثار قلق بعض المشاركين وانسحاب بعض الدول من المفاوضات خشية من أن يكون هناك إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل. وكما هي طبيعة مؤتمر الأطراف أنه لا يمكن إقرار أي مسودة دون توافق جميع الدول الأعضاء، مما يجعل العملية التفاوضية أكثر تعقيدًا.
*تراجع في ملف صندوق الأضرار والخسائر*
أظهر النقاش حول صندوق الأضرار والخسائر تراجعاً كبيراً، وهو أمر يُعتبر محوريًا نظرًا لتبعات التغير المناخي. وفقًا للدكتور عبدالرقيب العكوشي فإن صندوق الخسائر والاضرار الذي تم إنشاءه في العام الماضي في دبي هو نتاج لاتفاقيات سابقة ، حيث تم اعتماد مسودة لمراجعة اتفاقية وارسو .
ويضيف "يبدو أن ملف صندوق الاضرار تراجع للوراء حيث تم التفاوض هذا الاسبوع على مقر الصندوق والجهة الاشرافية على الصندوق، رغم أنه تم الاتفاق على هذه النقطتين في العام الماضي"
مما يثير القلق من عدم قدرة المؤتمر على معالجة قضايا الخسائر
وبعيداً عن جانب التمويل ترى رئيس قسم البيئة بجريدة الاهرام المصرية بأنه ممكن بتظافر وتعاون الدول النامية لحل مشكلاتها البيئية والمناخية فمن الممكن للصين أو البرازيل مثلا تزويد الدول الفقيرة بتكنولوجيا متطورة في مجال الطاقة المتجددة واستخدام أساليب ذكية في الزراعة وتطوير أساليب الري وغيرها من الوسائل التي ممكن أن تساهم في التخفيف من الاثار السلبية للتغير المناخي.
*وقفات احتجاجية في COP29*
في أروقة مقر COP29 وليس ببعيد من قاعات المفاوضات تنظم عدد من الوقفات الاحتجاجية التي تدعوا إلى تسريع الوصول إلى حلول تحفظ للكوكب الازرق طبيعته حيث أشار الناشط البيئي الصومالي محمد عدو "لقد كان هذا أسوأ أسبوع أول لمؤتمر الأطراف في السنوات الخمس عشرة التي حضرت فيها هذه القمة" لا يوجد وضوح بشأن هدف تمويل المناخ، أو جودة التمويل أو كيفية إتاحته للدول الضعيفة".
بينما ذهب نشاطون آخرون إلى التعبيرعن إيقاف تلوث الغابات والبحار والتنديد بالإبادة الجماعية ، والمطالبة بـ"حظر إمدادت الوقود والسلاح لكل لمن يتسبب بالعنف والحرب.
*آمال الأسبوع الثاني والأخير*
تظل الآمال معقودة على الأسبوع الثاني الذي تجري أحداثه حتى كتابة هذا التقرير ولم يكن هناك تقدم حقيقي لتحقيق تقدم إيجابي في ملفات التمويل وصندوق الأضرار والخسائر وبقية القضايا المعلقة . وفي سياق القمة، يتم الحديث عن إمكانية تحقيق تقدم خلال الأسبوع الثاني ، حيث تُعتبر المرحلة الحالية فرصة لتعديل المسودة وتحقيق التوافق المطلوب.
وعلى ضوء أهمية الآلية التي يعتمدها مؤتمر الأطراف، فإن الحاجة إلى توافق الجميع هي مطلب أساسي لجعل المفاوضات مثمرة وفعّالة. ويبقى السؤال: هل ستجد الدول طريقها إلى اتفاق يدفع نحو مكافحة التغير المناخي وحماية كوكب الأرض؟
سيتضح ذلك مع تقدم الأحداث خلال الأيام المقبلة.