تستمر أعمال مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ "كوب28" المنعقد في دبي، والذي شهد في افتتاحيته تعهدات لصندوق الخسائر والأضرار، ودعوات للعمل الجاد والمشترك ، بعد أن كانت مناقشة الخسائر والأضرار قضية طال الحديث عنها ليتم التوافق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في آخر أعمال COP27 بشرم الشيخ العام الماضي.
تتعهد الامارات بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي ، كذلك ألمانيا تتعهد بمبلغ 100مليون دولار والمملكة المتحدة تتعهد أيضاً بتقديم ما يصل إلى 60 مليون جنيه إسترليني ، وتتعهد اليابان بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي، كما تتعهد الولايات المتحدة بمبلغ 17.5 مليون دولار أمريكي للصندوق الجديد ومبلغ إضافي قدره 7 ملايين دولار أمريكي للآليات المالية الأخرى المعنية بالخسائر والأضرار. ويتعهد الاتحاد الأوروبي بمبلغ 225 مليون يورو، بما في ذلك مساهمة ألمانيا.
بهذه البداية الاستثنائية لمؤتمر الأطراف COP28 ، إلى جانب تعهدات أكثر من 110 دولة بزيادة الطاقة المتجددة لثلاثة أضعاف مع حلول 2030 ، واتفقت أيضاً 20 دولة على رفع الطاقة النووية بالنسبة ذاتها بحلول العام 2050، ما يجعلنا نرسم آمال عريضة بمرحلة جديدة من العمل والتعاون الجاد من أجل حماية كوكبنا الأزرق.
إضافة إلى ذلك ، قد تعهد أكبر ملوثين في العالم "الولايات المتحدة الأمريكية والصين" بوقت سابق بتكثيف العمل المشترك لمعالجة تغير المناخ .
وعلى الصعيد الأممي، الأمين العام للأمم المتحدة أعلن عن لجنة تهدف إلى الانتقال من الوقود الاحفوري إلى الطاقة المتجددة بشكل عام ومستدام.
وقادت السعودية جهودا لتوقيع "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" والذي وقّعت عليه 50 شركة من كبرى شركات النفط والغاز، والتي تمثل أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي ، فيما أعلنت الإمارات عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم ، يهدف الصندوق إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول 2030.
هذه التعهدات والاحصائيات وغيرها تجعل من مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ "COP28" لهذا العام الأبرز والأكثر أهمية منذ مؤتمر باريس في العام 2015 عندما تعهّدت الدول بحصر الاحترار المناخي بأقلّ من درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات الحرارة في فترة ما قبل الثورة الصناعية ، ووضع حينها كحد أدنى قيمة 100 مليار دولار أمريكي كمساعدات مناخية للدول النامية سنوياً، من خلال القنوات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف غير أن الدول الكبرى لم تلتزم بتلك التعهدات.
ومع كل هذه الآمال تبقى تساؤلات كثيرة حول فعلية تفعيل صندوق الخسائر والأضرار المناخية لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ ، بعد دعوة الأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ الدول الأعضاء في الاتفاقية لتقديم ترشيحات ممثليها لعضوية الهيئة العليا والأمانة العامة للصندوق الذي لم يتم تحديد مقراً ولا آلية عمل له حتى الأن ، إضافة إلى ذلك مدى واقعية الالتزامات والتعهدات المذكورة والتي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة في المؤتمر الذي يختتم أعماله في 12 من ديسمبر الحالي.